المصداقية

عزيزي رائد الأعمال..

تحدثنا في المقال السابق عن الغاية من إنشاء المشروع والتي تعتبر بمثابة الرسالة الواضحة التي تصل منك لعملائك المستهدفين فيشعرون أنك مُختلف عن الأخرين وأنك تقدم لهم قيمة يبحثون عنها أو تحل لهم مشكلة يُعانون منها وأنك تعمل من أجلهم، ولا يجب أن يتوقف الأمر عند مُجرد صياغات لفظية أو رسائل دعائية نوجهها للعملاء، بل يكمُن السر في أن يلمس عملاؤنا أننا صادقون وأننا بالفعل نعمل من أجلهم.

هذا ما طبقه سام والتون مؤسس سلسلة متاجر وول مارت الشهيرة الذي أعلن لعملائه عن غايته المتمثلة في تمكين الشخص العادي من شراء ما يشتريه الأثرياء، ثم قدم البرهان على صدقه حينما حرص كل الحرص على تقديم أعلى جودة باقل الأسعار، بل صمم نظام العمل في متاجره ودرب موظفيه على احترام العملاء وتقديم تجربه تسوق تحقق لهم التقدير والسعادة التي يبحثون عنها. ولعلك أيها القارئ العزيز تقول أننا كررنا ذكر وول مارت أكثر من مرة والسبب في ذلك يرجع إلى رغبتنا في التأكيد على حقيقة مهمة وهي أنه وإن كان النشاط لا يعدو كونه سوبر ماركت إلا أنه فطن إلى أسرار النجاح وطبق القواعد فتحقق له هذا النجاح المذهل.

وفي واقعنا في المملكة شركات وطنية قدمت ضمنيا لجمهورها وعدا أن تقدم لهم منتجات بجودة عالية مع المحافظة على السعر المتميز، وقدموا واقعيا وعلى مدار سنوات طويلة البرهان على صدقهم فتحقق لهم نجاح ملحوظ ومنهم شركة الري للصناعات الغذائية التي بدأت في صناعة الألبان في الأحساء وحافظت على جودة إنتاجها وأسعارها المتميزة بالرغم من تمدد سوق الألبان والعصائر واحتدام المنافسة بين عدد كبير من الشركات القوية، ومن الأمثلة الظاهرة جدا في المنطقة الشرقية مصنع الألبان الوطني وهو أول مصنع ألبان في المملكة وهو أيضا حافظ على مصداقيته مع عملائه من حيث ثبات الجودة والسعر المنافس للجميع لعدة أجيال فتحقق له الاستمرارية والنجاح، وكذلك أنت عزيزي رائد الأعمال تستطيع تحقيق نفس النجاح إذا ما عرفت الأسرار واتبعت القواعد.

وللحديث بقية إن شاء الله

عبدالمحسن الرمضان

         المدير العام

(عبر المسار للاستشارات الإدارية)